(2) قراءة حول موضوع العائلة والزواج

(2) قراءة حول موضوع العائلة والزواج

سينودس الأساقفة: كنيسة تصغي الى وجع الناس (2)

كنا قد نشرنا يوم أمس القسم الأول من المقابلة إليكم في ما يلي القسم الثاني:

في ظل اختتام أعمال السينودس الذي تناول العائلة، وقد عبّر من خلاله البابا كما الأساقفة عن آمال كبيرة في العائلة الى جانب مفهوم سر الزواج، أجرت زينيت مقابلة مع الأب شربل شلالا وهو إختصاصي في اللّاهوت الأدبي وخلقيّات الحياة وناقشت معه بعض النقاط التي تناولها السينودس الى جانب نظرة شاملة الى سر الزواج

***

إن واجه الزوجان المشاكل هل يستطيعان حلّها بمفردهما أم هناك ضرورة لتدخل الكاهن مثلا؟

نحن دائمًا وخلال دورات التحضير للزواج ننصح الخطّاب بعدم تدخّل أي طرف ثالث في زواجهم لأنهم يقدرون وعلى ضوء ما يختبرونه كمسيحيين وعلى ضوء حبّهم ليسوع المسيح الذي هو وحده الشخص الثالث بين الزوجين على معالجة مشاكلهم بنفسهم. ولكن عندما يعجزون عن ذلك يطلبون مساعدة شخصاً آخر يلقى ثقتهم ويمكنه أن يكون شاهداً يساعدهم على التفكير والتمييز بمسؤوليّة. يسوع يجمع بين الشخصين المتزوّجين في سرّ الزواج وهو حاضر بينهما والفاعل الأساسي في حياتهما إذا تركا له المجال ولا يجب عند أول مشكلة تواجههما أن يقررا الطلاق. يسوع بحضوره لا يعطي الأجوبة بل يظهر بأنه فعل محبّة دائم فيّ أنا الخاطئ والتائه وهذا ما يدع الإنسان يستمر. فالقديس أغسطينس يقول: “أحبب وافعل ما تشاء” فالشخص حين يُحب يذهب أبعد من أي معيار أم قانون. فهو حين يُحب لا يمكنه أبدًا أن يتسبّب بأذية الآخر ولكن لا يخلو الأمر من بعض التباعدات في وجوهات النظر. حين يضع الشخصان يسوع كنواة لزواجهما ويقرّان بأنه يحملهما ويحبّهما كثيرًا فسيكافحا لإنجاح زواجهما وسيبتعدان عن أية نزاعات تضرّ بهما أو بأولادهما.

إن كان يسوع حاضرًا بين الزوجين فلمَ يصلان الى الطلاق؟

يهوذا كان بجانب يسوع، نعم، كان الرّب أمامه وقد أسلمه، بطرس مثلًا، كان يسوع دائما معه ويرشده فنكره…إن كان يسوع حاضرًا فهذا لا يعني بأنه يسيطر على إرادة الإنسان أو يكبّل حرّيته. على الإنسان أن يستفيد من هذا الوجود ليفهم حكمة الله. لا شك أن بعض الأشخاص يواجهون صعوبات قاسية في بعض الأحيان وقد حاولوا مرارًا وتكرارًا تحسين الأمور ولكن الطرف الثاني لم يستجب. إلى جانب ذلك ومن ناحية أخرى حضور يسوع لا يجبرني على تحمّل عنف الآخر مثلاً وعدم تقديره لي أم احترامه لي بطريقة أو بأخرى. لذلك طرح في السينودس موضوع تسريع إجراءات بطلان الزواج إن كانت الأسباب الداعية للبطلان واضحة تماماً.

هل القراءة الذاتية قبل الزواج مهمة لتفادي المشاكل؟

أنا أشجع القراءة الذاتية قبل الزواج ومن الضروري أن يعرف كل شخص ذاته بطريقة واضحة بمساعدة أشخاص متخصصين؛ وهنا أنا أشجع موضوع الطب النفسي الذي غالبًا ما يستخدم في حالات البطلان فلم لا نستخدمه في حالات الزواج. من جهة أخرى علينا أن نعلم أن للآخر تأثير كبير على الشريك حتى ولو تواجدت القراءة الذاتية قبل الزواج فالظروف الحياتية تفرض نفسها والتقلّبات تحصل فليست كل المشاكل مرتبطة بماضي الشخص أو بسلوكه قبل الزواج لأن سلوكه بعد الزواج مبني بطريقة أم بأخرى على تعامل الشريك الآخر معه.

هل كل ما تقوله الكنيسة يمكن للإنسان أن يعيشه؟

من حيث العائلة أم الزواج إن الحوار الدائر في الكنيسة مهم جدًّا. الكثير من الأشخاص الذين يؤمنون لا يجدون أنفسهم على استعداد للدّخول في هذا السر العظيم وفهم ماهية العائلة ومن هنا يجب على الكنيسة أن تحتضنه لا لكي تجبره على مسار معين بل كي توضح الأمور له. حين تضع الكنيسة تعاليمها، ولو أن يسوع هو الطريق والحق والحياة، لا يمكن لبعض الأشخاص أن يستوعبوا ذلك بسرعة فهم بحاجة لبعض الوقت. برأيي هنا تأتي أهميّة الرّحمة. الرحمة ليست أن نعطي الشخص ما يريده، الكنيسة هي معلّمة تعي كيف تكون واضحة حتى ولو أنّها لا ترضي بآرائها الجميع ولكن حججها تساعد الإنسان لأن يفهم ما تقوله. الكنيسة برحمتها تعرف كيف تنتظر الإنسان وهذا ما تعيشه، فالإنتظار والصبر ضروريان ليعي الإنسان أن كنيسته تحبّه. فالذي يحب يصبر.

***
حاورته نانسي لحود /زينت باللّغة العربيّة