Blog

مؤتمر المدارس الكاثوليكية تابع اعماله والكلمات شددت على روحية الفرح لبناء المواطن الملتزم والفاعل

تابع المؤتمر السنوي الثاني والعشرون “الانتظارات من الخدمة الاجتماعية” الذي تنظمه الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في لبنان، اعماله لليوم الثاني على التوالي في مدرسة سيدة الرسل – الروضة، بمشاركة تربويين اختصاصيين قدموا مداخلات وعرضوا من خلال تجاربهم في الحقل التربوي الحلول التي يمكن أن تشكل مساهمة فعالة في التغيير وايجاد الأُطر الملائمة حول الخدمة الاجتماعية التي تجعل من المدارس الكاثوليكية في لبنان النموذج الأمثل إزاء هذه المبادرة.

وتمحورت جلسات اليوم الثاني حول عناوين رئيسية، إذ تم التركيز على أهمية الفريق التربوي في المدرسة والتفكير سويا من وقت لآخر لاعطاء كل مرب الأفضل بما يملكه لتحقيق التفوق، الى أهمية الروحية التي تحتضن هذا الفريق لبلورة آفاق تجعل التلميذ مرتاحا بما يتعلمه.

وكانت المناشدة والمطالبة للاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة داخل المدارس وتخصيص الأمكنة التي تناسبهم لأن هذا الأمر هو جزء مهم من الخدمة الاجتماعية خصوصا وأن المدارس الكاثوليكية تقوم على المحبة والرجاء والاهتمام بالانسان.

وسلط المحاضرون الضوء “على دور المساعدات الاجتماعيات في المدارس التي تسهم بشكل كبير في هذا المجال”، وأشاروا “الى ضرورة قيام علاقة جيدة ما بين المدرسة والأهل والمجتمع، لأن تربية الجيل ضمن هذا الفريق المتكامل يؤهله لخوض غمار الحياة دون أن يبقى بعيدا إن في السياسة أو غيرها، بحجة الظروف التي يعيشها الوطن. فالمدرسة تؤهله ليكون انسانا حرا ومرتاحا ومحبا في بيئته، هذا يعني أن المدرسة تبني الانسان لمجتمعه ابتداء من صفوف الروضة الى الجامعة لأنها المكان الذي يصقل شخصية الانسان ليكون مثالا أينما وجد”.

ولفتوا الى أهمية “أن يعيش التلميذ في جو من الحب والرعاية منذ دخوله صفوف الدراسة، وهكذا يكون متصالحا مع نفسه والآخرين. لذلك يتطلب من الادارة أن تختار أفراد الهيئة التعليمية ممن يملكون دعوة ورسالة حقة في التعليم الى جانب امتلاكهم الاختصاص ليؤدوا بشكل ايجابي واجبهم التعليمي”.

ودعوا “الى بناء المواطن الملتزم والفاعل والبناء والى أن يكون لديه نظرة نقدية للتمييز بين الايجابي والسلبي وقيام مشاريع تنموية رائدة، أي أن يكون قد أضفى شيئا مما يملكه على الانسانية، وإلا لا قيمة لوجوده”.

جلسات المؤتمر
وتمحورت الجلسة الأولى عن الأسس الأخلاقية والكنسية لمختلف المفاهيم للخدمة الاجتماعية في الوسط التربوي، أدارها الأب لويس خوند، وتحدث فيها الأب شربل شلالا عن تحديات التعليم الاجتماعي في الكنيسة الكاثوليكية والدكتور ميشال عواد عن الخدمة الاجتماعية، وعن الكنيسة وتربية الانسان.

وشدد المحاضران “على أن أساس كل عقيدة سواء كانت اجتماعية أو كنسية هي كرامة الشخص البشري المخلوق على صورة الله ومثاله. لذلك تدعو الكنيسة الى التنمية البشرية المتكاملة التي تضم كل شخص في كل أبعاده ما إذا كانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو بيئية أو روحية، لتحقيق وحماية هذه الكرامة من خلال الإدراك مع الشركة ككل. من هنا يجب محبة القريب والبعيد والأخذ في الاعتبار التضامن بين الجميع الذين هم في القارب نفسه. وكل واحد بحاجة الى الآخر”.

وتابعا:”كذلك تنظر الكنيسة دائما الى الخدمة الاجتماعية كعمل من أعمال الحب والمحبة المسيحية التي تجسد القيم الحقيقية للانجيل، والتي يتم اعتمادها لتحقيق مجتمع عادل حيث يمكن لأي شخص أن تكفل له النهوض الاجتماعي والروحي. إن الكنيسة في لبنان المنخرطة في العمل الاجتماعي من خلال مؤسساتها المختلفة لم تتأخر يوما في تنفيذ هذه الرؤية التي تعتبر رسالة من رسائل الكنيسة. إن المدرسة المسيحية كمؤسسة تربوية تقوم بتدريب أجيال جديدة هي أداة مميزة لتحقيق هذا الهدف”.

وتطرقت الجلسة الثانية الى موضوع تبادل المبادرات الفعالة والمبتكرة لشبكة من الاستراتيجيات الناجحة، أدار هذه الحلقة الأب عبدو رعد، وقدم كل من الأخت مارسيل كرم والأب شربل يوسف ولينا بيطار والدكتور ميشال حداد وأنطوانيت حنا وداليا عبد الأحد نماذج عن الخدمة الاجتماعية في مدارسهم ورأوا انها تساعد في تربية مواطن مسؤول وانسان متوازن في أبعاده وواضح في تطلعاته، واع لحقوقه وواجباته، مدرك حاجات مجتمعه، متواصل مع محيطه، كما أن مشروع الخدمة الاجتماعية سواء في المدرسة او الجامعة يساهم في ايقاظ الانسان الكامن داخل الطالب، بحيث لم يعد هم التلميذ الحصول على علامة عالية تدرج في بطاقة علاماته. وأن يصبح قادرا على عيش فرح العطاء من دون مقابل. وكانت مطالبة بأن تشمل الخدمة الاجتماعية في المدارس دور أيتام وعجزة وذوي الحاجات الخاصة.

كما أكدت هذه النماذج على الالتزام بالعدالة الاجتماعية والإندماج الاجتماعي وتمكين المعلمين والطلاب لأخذ زمام المبادرة في تشكيل مجتمعهم، وإن الهدف النهائي هو تعزيز تماسك المجتمع والعمل التطوعي لتحقيق التنمية الاجتماعية المستدامة – محليا وعالميا.

وعنوان الجلسة الثالثة كان إعداد جهاز لتعليم الخدمة الاجتماعية: مراحلها، أنواعها مناهجها، اطارها: من هم القائمون بذلك، وما هي التدريبات ومن هي المرجعيات؟، أدارها الأستاذ ناجي الخوري، وحاضر فيها كل من الدكتورة سوزان أبو رجيلي، الأخت نهى دكاش والدكتور نبيل وهيبه.

وشدد المحاضرون على أهمية الخدمة الاجتماعية في المدارس وعلى تنشئة متطوعين يستطيعون المساهمة في خدمة المجتمع المدني وبالوقت نفسه يغنون أنفسهم بمبادراتهم الشخصية لتعزيز العلاقة مع الآخر والتحاور معه كائنا من كان، إذ أن الخدمة الاجتماعية لا تقتصر على فئة دون أخرى أو على دين دون آخر. وأكدوا على أهمية الجو المدرسي الحاضن لهذه الخدمة من خلال جيمع أفراد الأسرة التربوية.

اما الجلسة الرابعة فكانت عن تقييم مشاريع الخدمة الاجتماعية وتنوعها (قراءة مقارنة مع أنظمة أخرى)، أدارتها ميشلين غطاس من الجامعة الأنطونية، وحاضر فيها كل من لوي – ماري بيرون (من المدارس الكاثوليكية في فرنسا)، مايا الزغبي (عن البكالوريا الدولية)، كريستيان جعيتاني (اللجنة الوطنية في الأونيسكو) وايلي الجميل (المركز الثقافي البريطاني).

وقدموا قراءات واقعية عن مجالات الخدمة الاجتماعية في مؤسساتهم وأجمعوا على أن الخدمة الاجتماعية هي استقبال للجميع وتطوير للتعليم واحترام الفوارق وتطوير لروح الأخوة واحترام ذوي الحاجات الخاصة بحيث تأتي هذه الخدمة علامة عن الالتزام بقضايا الانسان والتضامن مع المجتمع المحلي.

وعنوان الجلسة الخامسة كان “قضايا قانونية وتوصيات” ادارها نقيب المحامين السابق أنطوان قليموس وقدم فيها صباح مطر عرضا عن جديد التشريعات التربوية ودور هيئة القضايا في الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية. كما قدم أعضاء اللجنة المنظمة الأخت عفاف بو سمرا والأخت ميرنا فرح والأب أندريه ضاهر توصيات واستراتيجية عمل مشترك جرت مناقشتها وتقرر اعلانها في وقت قريب بعد الانتهاء من الصياغة النهائية.

بعد ذلك قدمت الرئيسة العامة للراهبات الأنطونيات نائبة رئيس اللجنة الاسقفية الأم جوديت هارون التوجيهات الختامية، وختاما شكر الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار المشاركين في المؤتمر والذين عملوا على انحاجه ودعموا مسيرته، واستنكر “ما تتعرض له بعض المدارس مثل مدرسة راهبات القلبين الأقدسين في بعلبك ومدرسة أخوة المدارس المسيحية في دده”، معربا “عن تضامن المؤتمرين مع جميع الذين تعرضوا للاهانة والأذى والأضرار”. وأكد على موعد ثابت للمؤتمر المقبل يومي الثلاثاء والأربعاء 6 و 7 ايول 2016

كيف سيتعامل البابا الجديد مع الشرق؟

عندما يختار بابا الكنيسة الكاثوليكية اسماً له فأنه يريد نهج طريق أحد القديسين، واختيار بابا روما اسم فرنسيس الأول يشير إلى القديس فرنسيس الذي جاء إلى الشرق بحثاً عن السلام. فأي رسالة يحملها أسقف روما الجديد إلى الشرق؟

الكاردينال الأرجنتيني خورجي ماريو بيرجوليو كان واحداً من 115 كاردينالاً اجتمعوا لاختيار الخليفة الـ266 للقديس بطرس في روما. كان احتمال وصول أي واحد منهم إلى كرسي البابوية ممكناً، لكن وجب عليهم اختيار واحد فقط. واحد من الكرادلة الذين دخلوا الكنيسة السيستينة في الفاتيكان.

وبالنهاية خرج الكاردينال الأرجنتيني من شرفة الفاتيكان الرئيسية كبابا كاثوليكي جديد يحمل اسم فرنسيس الأول، وهو أول بابا من القارتين الأميركيتين، واليسوعي الأول الذي يجلس على كرسي القديس بطرس. وفي أول إطلالة له من الشرفة الرئيسية في منتصف ساحة الفاتيكان، إن الكرادلة الآخرين البالغ عددهم 114 كاردينالاً “ذهبوا إلى أقصى العالم تقريباً” بحثاً عن زعيم جديد للكنيسة الكاثوليكية. أقصى العالم بالنسبة إلى أوروبا التي جاءت بكل بابوات الكاثوليك الذين حملوا لقب أسقف روما منذ 1300 عام.

خطة عمل

مسؤولية رأس الكنيسة الكاثوليكية لا تقتصر على ترأس كنيسة يصل عدد إتباعها إلى مليار ومائتين مليون حول العالم. ولا على تركة ثقيلة بسبب فضائح مست الكنيسة خلال الأعوام الماضية. بل على قضايا أخرى، من أهمها مسألة الحوار بين الكنائس المسيحية نفسها، والحوار مع الأديان الأخرى، خاصة الإسلام. ولعل مرور الشرق الأوسط مهد المسيحية، بتغييرات مثيرة خلال الأعوام الماضية، يدفع أيضاً بمسيحي الشرق للتساؤل عما سيقدمه البابا الجديد لهم.

الأب إبراهيم فلتس من القدس تحدث لـDW، مشيراً إلى أهمية تسمية البابا الجديد نفسه بفرانسيس الأول، تيمناً بالقديس فرانسيس الذي عاش في القرن الثاني عشر، والذي تخلى عن ثروته ليحيا حياة الفقراء، بعد أن كان يحيا حياة البذخ والرخاء. قائلاً إن التسمية مقصودة. ومضيفاً “ننتظر الكثير من البابا الجديد، هذه الأرض (الأرض المقدسة) غالية على كل مسيحي وبكل تأكيد على البابا الجديد. ننتظر أن يكون فرنسيس هو الذي سيغير الأحوال في العالم خاصة داخل الكنيسة. كنا نقول دائماً إن العالم الجديد بحاجة إلى فرنسيس آخر، والروح القدس حقق لنا هذه الأمنية في الأمس”. مؤكداً على أن اختيار الاسم يعني خطة عمل البابا في المستقبل.

فرنسيس يعني منفتح على العالم، رجل حوار ورجل فرحة وبساطة، حسب قول الأب إبراهيم. الحوار بين الكاثوليكية وبين الكنائس المسيحية الأخرى، التي تختلف مع الكاثوليكية وتتفق معها في أمور كثيرة. الحوار مع الإسلام أيضاً، مثلما يوضح الأب شربل شلالا من لبنان بقوله “حوار الأديان لا يعني بأي رب نؤمن فقط، بل يمتلك مقاييس أخلاقية معينة، أولاً احترام المساواة بين البشر. وهذا ما لمسه البابا الجديد ككاردينال في الأرجنتين. ثانياً مسألة الالتزام تجاه الفقر بين الناس، خاصة في الشرق”.

“الحوار يخدم الإسلام”

على الطرف الآخر يقول الشيخ محمد طارق، أمين فتوى طرابلس، إن انتخاب البابا الجديد بالمواصفات التي تحدث عنها الإعلام هو أمر ايجابي يدفع للحوار بين الإسلام والمسيحية، إذ يعتقد أن من الممكن أن يكون خلال الحوار تأكيد أكثر عمقاً ووعياً على القيم الدينية، التي هي أساس القيم الإنسانية العامة، والتي يؤمن بها جميع أتباع الديانات.

ويضيف “العالم بذلك يقترب أكثر من التفاهم والسلام والحوار الراقي ويتيح لنا أكثر كمسلمين أن نبين ديننا العظيم ورسالة نبي السلام وما جاءت به من خير. أتوقع مع البابا الجديد دفع بهذا الاتجاه بشكل أسلس وأبعد وأعمق”. ثم يشير بقوله “وإذا كان اختيار الاسم يهدف إلى ذلك، فهذا من حيث الشكل أمر مريح جداً، له دلالته التاريخية ويراد منه تكرار التجربة الايجابية على حساب العنف”.

ومن المعروف أن القديس فرنسيس جاء إلى الأراضي المقدسة عام 1214 مع الحملة الصليبية الخامسة، وذهب حينها إلى السلطان الكامل وطلب السلام. الأب إبراهيم فلتس يقول عن ذلك “ذهب إلى العدو لكن ليس كمقاتل رغم أنه قد جاء مع حملة صليبية”. ويؤكد الشيخ محمد طارق على أن المسلمين يريدون العيش مع البقية بسلام على هذه الأرض “نريد أن نتجنب العنف الأهوج والاندفاع الطائش غير الواعي بين البشر ليحل محله التحاور الفكري بكل حرية وتجرد وبكل موضوعية فهذا يخدم الإسلام أكثر”.

روما والشرق

أما عن مدى اهتمام البابا الجديد بمسيحي الشرق، فإن الأب إبراهيم فلتس يحذر من خطورة الهجرة المسيحية من الشرق خاصة في العراق وسوريا ولبنان ومصر. مؤكداً بقوله إن “فرنسيس أحب الشرق. جاء إلى مصر، فلسطين وسوريا وأعتقد أن البابا الجديد سيتجه إلى الشرق أيضاً”. لكن الأب شربل من لبنان يشير إلى أن البابا فرنسيس لن يأتي بالجديد تجاه مسيحي الشرق، بل أنه سيكمل ما بدأه نظراءه السابقون. لكنه يبدو متفائلاً جداً بوجود بابا يسوعي على رأس السلطة الكاثوليكية “بابا يسوعي يعني الكثير، فاليسوعيون يعيشون الواقع المسيحي بالشرق من خلال تواجدهم في مصر ولبنان وفلسطين وسوريا. ولهذا أتصور أنه سيكون هناك نَفَسٌ جديدُ في التعامل مع الشرق”.

برلين – دويشته فيلله

2013/03/16

مؤتمر Vecu et vie sociale de l’infirmiere في مستشفى المعونات

نظم مستشفى سيدة المعونات الجامعي في جبيل مؤتمرا بعنوان vecu et vie sociale de l’infirmiere، بالتعاون مع المعهد العالي للعلوم التمريضية في جامعة الروح القدس الكسليك ونقابة الممرضات والممرضين في لبنان، في حضور مدير عام المستشفى الأب ميلاد طربيه، المدير الطبي زياد خوري، نقيبة الممرضات والممرضين نهاد يزبك، مديرة الشؤون التمريضية منى دكاش ومهتمين.

هدف المؤتمر الى نقل واقع المهنة مع تناول المشاكل التي تواجهها ومحاولة الإضاءة على الحلول الممكنة عبر إختصاصيين من مختلف المجالات الطبية والتعليمية وهم الدكتور محمد علم الدين أستاذ في كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت، القابلة القانونية ساندره يوسف، القابلة القانونية وأستاذة في المعهد العالي للعلوم التمريضية في جامعة الروح القدس سيلفانا متى، الأب شربل شلالا دكتور في الللاهوت في جامعة الروح القدس، المعالج النفسي طوني صوما، إختصاصي رئة وإنعاش الدكتور بيار إده، بشير عواد أستاذ جامعي في جامعة القديس يوسف.

مؤتمر Vecu et vie sociale de l’infirmiere في مستشفى المعونات