ما رأيكم بهذا السينودس ولِمَ تحتاج العائلة اليوم لسينودس يتناولها؟
من الطبيعي جدًّا في الكنيسة أن يلتقي الأساقفة مع البابا ليبحثوا بأمور مهمّة في الكنيسة. وسينودس اليوم يتناول العائلة لأنها خليّة أساسية في المجتمع وهي كنيسة صغيرة بيتيّة. سيتمّ خلال المجمع التركيز على ثوابت الزواج المسيحي والعائلة المسيحيّة والبحث بالمعضلات وبالصعوبات التي تواجهها العائلة اليوم والتفكير، إنطلاقاً من الحجج المقدّمة ، بمبادرات حلول لن تكون نهائيّة لأنّ هناك مجمعاً آخر في تشرين الأوّل 2015. يمكننا أن نلحظ بأن مسألة العائلة لا تطرح بنفس الشكل في كلّ العالم. فما يطبّق في الغرب أم في افريقيا لا يطبق في الشرق مثلا كمسألة اقتراب المطلّقين والمتزوجين من جديد من سر الإفخارستيا أم كتعدّد الزوجات في إفريقيا…إذًا الكنيسة اليوم تصغي الى حاجات وصعوبات أبنائها حول العالم.
ما الذي تمثله مشاركة البابا فرنسيس في السينودس؟
برأيي طريقة مشاركة البابا اليوم مهمة جدًّا، فهو يصغي بكلّ بساطة للجميع من دون اعتراض على أيّة مداخلة. من هنا نجد أن الكنيسة تصغي الى وجع الناس وحين نتوجه اليها بوجعنا نكون نحبّ كنيستنا، ونريدها بجانبنا لا كي تحلّل لنا ما يمكننا القيام به بل كي تساعدنا كيف نطرح المسائل وكيف نناقشها وعلى أيّة أسس نبني قراراتنا وتضع معايير نحترمها ونسير وفقها.
هل تعيش العائلة المسيحية اليوم مفهوم سر الزواج؟
يسوع هو المعطي المعنى العميق للزواج، ولا يجب للصعوبات الإجتماعية التي نواجهها اليوم أن تُلغي المفهوم اللاهوتي والأنتروبولوجي لسر الزواج. لست أكيداً أنّ مفهوم سرّ الزواج لا يزال واضحاً جدّاً عند الجميع إمّا عن جهل أو عن صعوبة لعيشه في ظل تغييرات المجتمعات وإمّا عن عدم قناعة بكلّ أبعاده لأسباب متعدّدة ليس بالضروري أن تكون رفضاً للإيمان المسيحي. لذلك من المهمّ جدًّا هذه الحريّة في التعبير التي تحدث في اللّقاءات العامّة وفي المحموعات بحسب اللّغات. بالطبع لا تحسم الآن ولكن يمكن للجميع أن يرى المسائل المطروحة وطريقة حلّها. ولكن الحلول الجذرية ليست فورية فسيكون هناك صياغة للأمور وإعادة إرسالها إلى كل الأبرشيات تحضيرًا للسينودس الثاني عام 2015.
ماذا عن مسألة زواج المثليين؟
لن تتناقض الحلول التي ستطرحها الكنيسة بالطبع مع مفهوم تعاليمها. فالظرف والنيّة لا يمكنهما ان يتيحا بالأسس التي بني عليها سر الزواج. حين تطرح اليوم مسألة المثليين مثلا لا يعني ذلك بأن المثلية أصبحت نموذجًا للزواج الحقيقي ولكنّ الأشخاص المثليين موجودين وعلينا أن نتعامل معهم من باب مرافقة المثلي رعويًّا والتفهّم بأنه شخص يعيش اختبارًا معيّنًا. ذلك لا يعني بأنّ الكنيسة ستعلن بأن المثلية أصبحت نموذجًا عن سر الزواج، وبرأيي أيضًا سيفرّق الآباء بين زواج المثليين وبين الشخص بمفرده كمثلي. لقد شهدنا مظاهرات في فرنسا تطالب بعدة حقوق للمثليين المتزوجين كإنجاب الأطفال أو التبني ولكن من جهة أخرى علت أصوات من أشخاص مثليين لتوضّح بأن ليس ذلك ما يصبون اليه. إذًا لا يمكننا تبسيط المسائل وكأننا إن أوجدنا حلاً بتشريع زواج المثليين وبعقد، ستحل في المقابل مشكلة المثليين بالكامل. إن تركيبة العائلة النموذجية اليوم التي تبنى على رجل وامرأة تواجه الكثير من الصعوبات على كلّ المستويات فكيف إذًا بزواج المثليين؟ وهنا يقوم دور السينودس بإظهار الصعوبات التي تواجه الزواج وقد أعطى فرصة للعلمانيين المتزوجين بإعطاء شهادتهم حول الحياة الزوجية التي يعيشونها وعلى ضوئها سيبحث الأساقفة أيضًا بالحلول الجذرية للمشاكل التي تواجه الزّواج.
ما رأيكم بالمرافقة الرعوية بعد الزواج والى أي مدى ترتبط بالتحضير للزواج؟
أنا أؤيّد المرافقة الرعوية بعد الزواج ويجب التركيز عليها. فمع أنّ التحضير للزواج موجود ومطبّق، مع الحاجة طبعاً لتطويره، إلا أن المرافقة التي تلي الزواج ضرورية وأساسية. نجد اليوم بعض الأشخاص الذين يتحضّرون للزواج يعتبرون أنّ هذه اللّقاءات التحضيرية لن تضيف شيئًا الى الفكرة التي كوّنوها سابقًا عن الزواج. ولا ندري تماماً ما هي فكرتهم الأساسيّة
بعض الأشخاص يواجهون الطلاق بعد سنوات طويلة من الزّواج إذ انهم يكتشفون أشياء لم يضعوها في حساباتهم قبل الزواج. من الضروري أن يعلم كل واحد منّا بأنه لا يملك كل الإجابات ومن هنا يسمح التحضير للزواج أوّلاً للخطيبين بأن يفكّرا ويتناقشا مع بعضهما البعض بمواضيع ومسائل مختلفة لا تعطى كمحاضرة بل ضمن نقاش واع وجدّي يشعر كلّ واحد أنّه معني مباشرة. من الضروري أن يتابع الثنائي ذلك ضمن جماعات عيليّة أو مرافقة شخصيّة مع كاهن أو شخص آخر محط ثقة من خلال إصغاء فاعل وعملي. (يتبع)